احتلال تونس وانتصاب الحماية

Publié le par 6boudhawi.over-blog.com

احتلال تونس وانتصاب الحماية

ـ عجز الباي (محمّد الصّادق باي) على تسديد ديون الإيالة التونسية نتيجة الأزمة الحاصلة وهو ما أدّى إلى تكوين لجنة مالية دولية تسمّى الكومسيون في 5 جويلية 1865 للتحكّم في الخزينة التّونسية وتوزيع مواردها على الدّائنين. ولكن هذه الفكرة كانت غير مجدية، فتنوّعت طرق الاستفادة من هذا الوضع من طرف الدّول الدّائنة. وفكّرت فرنسا في الاستثمار في تونس وترويج سلعها خاصّة أمام الفكرة الاستعمارية التّوسّعية في أروبا. لذلك تعلّلت فرنسا بحماية الحدود الجزائرية مع تونس واقتحمت البلاد التّونسية واحتلّت المناطق الشّمالية وتقدّمت نحو العاصمة. ولدعم هذا التّقدّم نزلت قوات فرنسية بحرية في بنزرت في 3ماي 1881بقيادة الجنرال بريار الّذي توجّه إلى العاصمة وفرض معاهدة الحماية على محمّد الصّادق باي (1859 ـ 1882) باي تونس الّذي اضطرّ للامضاء عليها خوفا من الاستلاء على عرشه من طرف أخيه الّذي أحضره الجنرال الفرنسي معه وذلك في 12ماي 1881 في قصر باردو وسمّيت بمعاهدة باردو

89px-Traité du Bardo de 1881 - p3                                

 

  28386 105811656129692 101501643227360 51761 4863558 n   200px-Sadok Bey 

        

 

      

جرّدت هذه المعاهدة البلاد التّونسية من سيادتها الخارجية، وأمّنت إشراف فرنسا على الشّؤون المالية، وضمّنت الوجود العسكري الفرنسي بتونس. انتهجت فرنسا تجربة مغايرة لتجربتها بالجزائر وتتمثّل في حكم البلاد حكما غير مباشر إذ اكتفت بمراقبتها عن كثب بواسطة المقيم العام وتعضيدها. لكن سرعان ما زادت فرنسا في سيطرتها على البلاد التّونسية بمقتضى اتّفاقية المرسى في 8 جوان 1883 الّتي أمضى عليها المقيم الفرنسي بول كانبون والباي علي باي بن حسين (1883 ـ 1902) الّذي خلف محمّد الصّادق باي بعد موته وبذلك تجرّد الباي من جميع صلاحياته وتحول نظام الحماية إلى نظام استعماري مباشر وذلك بتركيز جهاز إداري موازي للإدارة التّونسية أصبح له النّفوذ الرّئيسي في البلاد مركزيّا وجهويّا

 

220px-Première page de la convention de la Marsa - Tunisie 43-copie-1                

 

     

وكردّ على أوّل دخول للفرنسيين بتونس، وأمام ضعف الباي الّذي أمر برجوع الجنود الّذين أرسلوا للتصدّي للجنود الفرنسيين، وتسريحهم فإنّ بعض القبائل التّونسية قد انتفضت وتصدّت لهذا الدّخول. ولكن أمام ضعفهم فإنّ هذه المقاومة انسحبت إلى طرابلس وظهرت مقاومات أخرى بأشكال مختلفة. ومن أهمّ هذه القبائل قبائل الجلاص في الوسط ونفات في الجنوب ومقعد وعمدون في الشّمال. ومن أهمّ القادة علي بن عمّار على رأس قبيلة أولاد عيّار وعلي بن خليفة على رأس قبيلة نفات الّذي انسحب إلى طرابلس وتوفّي هناك في 16 نوفمبر 1884


Publié dans السادسة

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
ا
شكرا على المعلومات
Répondre
A
merci
Répondre
ر
أسإلة
Répondre