إنتاج كتابي

Publié le par 6boudhawi.over-blog.com

سياق التّحوّل

الموضوع:

                    ـ اختارتك أمّك من بين إخوتك لشراء علبة حليب لأخيك الصّغير في ليلة ممطرة باردة. وافقت، ولكن حصل ما أزعجك في الطّريق، وجعلك تخاف.

        ـ تحدّث مبيّنا ما حصل، وكيف استطعت تجاوز الموقف، وما آل إليه الأمر.

الإنتاج:

ـ أرتّب الأحداث الواردة في بداية التّأزم، والتّأزّم، والانفراج لأتحصّل على سياق تحوّل متكامل

ـ وضع البدايــــة

     ـ تعالى صياح أخي الصّغير، فحاولت أمّي تهدئته لكن دون جدوى، فهو يحتاج إلى الحليب واللّيل قد أسدل ظلامه، والطّقس بارد، والأمطار تنزل بغزارة، وأبي يعمل خارج المنزل. قرّرت أمّي أقتناء الحليب، وتوسّمت في الطّاعة، واختارتني دون غيري من بين إخوتي، وحمّلتني مسؤوليّة قد لا أكون في مستواها. لم أرفض، ولم أخيّب ظنّها ... رحّبت بالتّكليف دون وعي منّي ... حالة أخي الصّغير جعلتني أندفع لذلك.

سياق التّحـوّل

بداية التّـأزّم

هبّت ريح عاصفة شديدة دوّت بها جوانب الأفق ـ تسلّمني منها غيث هاطل ـ لمّا كنت في طريق العودة ـ ثارت ثائرته ـ غير مبال بالزّمهرير ـ أخذ يتساقط سقوطا مجنونا شديدا يرجم الأرض والأشجار ـ أخذت تجاذبني معطفي مجاذبة شديدة ـ انطلقت إلى الخارج ـ ملق بأمطار كأفواه القرب على المنازل وكلّ ما حولها ـ قعقعت لها قبّة السّماء ـ مددت يدي إليها دون تردّد ـ حتّى حسبتها توشك أن تنقضّ ـ أخذت أمشي بخطى سريعة في شارع قفر تسوده ظلمة حالكة ـ تتخلّلها بعض الأنوار الخافتة ـ كأنّها تأبى إلاّ أن تنتزعه منّي ـ تكوّنت سيول متدفّقة ـ  أخذت النّقود ـ جرفت كلّ شيء ـ لأنّي كنت أريد قضاء حاجتي بسرعة ـ قطعت عليّ الشّارع المؤدّي إلى المنزل

التّـأزّم

 تصطكّ أسناني ـ تبلّد ذهني ـ  تلسع ساقيّ ـ وقفت مرتعشا تصفع وجهي الرّياح العاتيّة ـ لم يبق سواي وجه لوجه مع العاصفة ـ فزعت فزعا قاتلا ـ صرت غير قادر على التّفكير ـ تخيّلت نفسي أبيت ليلتي في هذا الجوّ القارس ـ تجمّدت أطرافي ـ تشابكت الهواجس تطرق رأسي بغير هوادة ـ تسارعت دقّاته ـ لم يكن هناك من يساعدني ـ أظلمت الدّنيا في عينيّ ـ خفق قلبي ـ تتسرّب تحت معطفي ـ أحاول مغالبتها ـ يقشعرّ جلدي ـ قد اختبأ النّاس ـ تنخر عقلي ـ لكنّها تغلبني ـ خفت

الانفـراج

المياه تتطاير من حولي لوقع قدميّ في البرك حتّى وصلت ـ شفتاها لا تنفكّان تدعيان لي بالنّجاح والسّعادة ـ لكنّي لم أصل إلاّ بعد وقت طويل ـ خضت الماء أقاومه ـ أغالبه حتّى تعدّيته ـ تدفّئني ـ ترقّبت فرصة هدوء العاصفة ـ قد أخذ منها القلق كلّ مأخذ ـ ، انطلقت دافنا رأسي بين كتفيّ حانيا ظهري أجري ـ تسألني عن حالي مفتخرة بي أمام إخوتي ـ وجدت أمّي تنتظرني على أحرّ من الجمر ـ انحسار الماء قليلا ـ لن أيأس ـ تجلّدت ـ تحضنني ـ لن أهزم ـ شمّرت على ساقيّ ـ أسرعت إليّ تخلع عنّي ثيابي المبلّلة ـ  فأنا تعلّمت أن لن أقهر في يسر وسهولة

وضع النّهاية

ـ أخذ أخي الصّغير رضّاعته، ونام هادئا مطمئنا على هدهدات أمّي المبتسمة فكان هذا خير عزاء لي فيما أصابني، فما رضاء اللّه إلاّ برضاء الوالدين.

الإصلاح:

 ـ وضع البدايــــة

     ـ تعالى صياح أخي الصّغير، فحاولت أمّي تهدئته لكن دون جدوى، فهو يحتاج إلى الحليب واللّيل قد أسدل ظلامه، والطّقس بارد، والأمطار تنزل بغزارة، وأبي يعمل خارج المنزل. قرّرت أمّي أقتناء الحليب، وتوسّمت في الطّاعة، واختارتني دون غيري من بين إخوتي، وحمّلتني مسؤوليّة قد لا أكون في مستواها. لم أرفض، ولم أخيّب ظنّها ... رحّبت بالتّكليف دون وعي منّي ... حالة أخي الصّغير جعلتني أندفع لذلك.

سياق التّحــوّل

بداية التّـأزّم

      ـ مددت يدي إليها دون تردّد، وأخذت النّقود، وانطلقت إلى الخارج، أخذت أمشي بخطى سريعة في شارع قفر تسوده ظلمة حالكة، تتخلّلها بعض الأنوار الخافتة، غير مبال بالزّمهرير، لأنّي كنت أريد قضاء حاجتي بسرعة. ولمّا كنت في طريق العودة، هبّت ريح عاصفة شديدة دوّت بها جوانب الأفق، وقعقعت لها قبّة السّماء، حتّى حسبتها توشك أن تنقضّ، وأخذت تجاذبني معطفي مجاذبة شديدة، كأنّها تأبى إلاّ أن تنتزعه منّي. وتسلّمني منها غيث هاطل، ثارت ثائرته، وأخذ يتساقط سقوطا مجنونا شديدا يرجم الأرض والأشجار، ملق بأمطار كأفواه القرب على المنازل وكلّ ما حولها، فتكوّنت سيول متدفّقة، جرفت كلّ شيء، وقطعت عليّ الشّارع المؤدّي إلى المنزل.

التّـأزّم

        ـ لم يكن هناك من يساعدني، فقد اختبأ النّاس، ولم يبق سواي وجه لوجه مع العاصفة. أظلمت الدّنيا في عينيّ، ووقفت مرتعشا تصفع وجهي الرّياح العاتيّة، وتلسع ساقيّ، وتتسرّب تحت معطفي فيقشعرّ جلدي، وتصطكّ أسناني. تجمّدت أطرافي، وتبلّد ذهني، وصرت غير قادر على التّفكير. خفت، وتخيّلت نفسي أبيت ليلتي في هذا الجوّ القارس، فخفق قلبي، وتسارعت دقّاته، وفزعت فزعا قاتلا، وتشابكت الهواجس تطرق رأسي بغير هوادة، تنخر عقلي، فأحاول مغالبتها، ولكنّها تغلبني.

 الانفـراج

        ـ لن أيأس، ولن أهزم، فأنا تعلّمت أن لن أقهر في يسر وسهولة. ترقّبت فرصة هدوء العاصفة، وانحسار الماء قليلا. وتجلّدت، فشمّرت على ساقيّ، وخضت الماء أقاومه، وأغالبه حتّى تعدّيته، فانطلقت دافنا رأسي بين كتفيّ حانيا ظهري أجري والمياه تتطاير من حولي لوقع قدميّ في البرك حتّى وصلت، ولكنّي لم أصل إلاّ بعد وقت طويل، فوجدت أمّي تنتظرني على أحرّ من الجمر، وقد أخذ منها القلق كلّ مأخذ، أسرعت إليّ تخلع عنّي ثيابي المبلّلة، وتحضنني، وتدفّئني، وتسألني عن حالي مفتخرة بي أمام إخوتي، وشفتاها لا تنفكّان تدعيان لي بالنّجاح والسّعادة.

وضع النّهاية

        ـ أخذ أخي الصّغير رضّاعته، ونام هادئا مطمئنا على هدهدات أمّي المبتسمة فكان هذا خير عزاء لي فيما أصابني، فما رضاء اللّه إلاّ برضاء الوالدين.

 

Publié dans إنتاج كتابي

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article